أشهر معالم روما، ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺧﻠود ﺑﯾن ﺣﺟﺎرة اﻟﺗﺎرﯾﺦ وھﻣﺳﺎت اﻟﺳﻣﺎء ﺣﯾن ﺗطﺄ ﻗدﻣﺎك أرض روﻣﺎ، ﻻ ﺗدﺧل ﻣدﯾﻧﺔ ﻓﺣﺳب، ﺑل ﺗﻌﺑر ﺑواﺑﺔ اﻟزﻣن ﻧﺣو ﺣﺿﺎرات ﻧُﻘﺷت ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺟدران ﻣن رﺧﺎم ودم، ﻣن ﻧورٍ وظل، ﻣن ﻓنٍ وﺟﻼل. ﻓﻲ ﻛل زاوﯾﺔ ﻣن ھذه اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﺧﺎﻟدة، ﯾﻧﺑض اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻛﻘﻠبٍ ﻣن ﺣﺟر، وﺗﺗﻣوج اﻟﺣواس ﻛﺄﻧﮭﺎ ﺗﺳﯾر ﻓﻲ ﺣﻠمٍ ﻣﺗﻘن اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ.
كاتدراﺋﯾﺔ اﻟﻘدﯾس ﺑطرس: ﺣﯾث ﺗﻼﻣس اﻷرواح ﻋرش اﻟﺳﻣﺎء

ﺗﻌﺗﺑر أﻛﺑر كنيسة داﺧﻠﯾﮫ ﺣﺳب اﻟﻣﺳﺎﺣﮫ وواﺣده ﻣن أكثر أشهر معالم روما ﻗداﺳﺔً وﺗﺑﺟﯾﻼً ﻓﻰ اﻟﻛﻧﯾﺳﮫ اﻟﻛﺎﺛوﻟﯾﻛﯾﮫ. ﺣﺳب اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻟﻛﺎﺛوﻟﯾﻛﻰ ﺣﯾث ﺗﺣوى ﺿرﯾﺢ اﻟﻘدﯾس ﺑطرس، اﻟﻣوﺟود ﻣﺑﺎﺷره ﺗﺣت اﻟﻣذﺑﺢ اﻟرﺋﯾﺳﻰ ﻟﻠﻛﺎﺗدراﺋﯾﮫ واﻟﻣﺳﻣﻲ ﻣذﺑﺢ اﻹﻋﺗراف أو اﻟﻣذﺑﺢ اﻟﺑﺎﺑوى او ﻣذﺑﺢ القدﯾس ﺑطرس.
تقف ﻛﺎﺗدراﺋﯾﺔ اﻟﻘدﯾس ﺑطرس ﻛﻘﺻﯾدة ﺳﻣﺎوﯾﺔ ﻣن اﻟرﺧﺎم واﻟﺿوء، ﺗﻌﺎﻧﻖ اﻟﺳﻣﺎء ﺑﻘﺑﺗﮭﺎ اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻧو إﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ، ﻋﻧد ﻣدﺧل اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ، ﯾﻔوح ﻋﺑﻖ البخور اﻟﻣﻣزوج ﺑﺻوت اﻷﻗدام اﻟرﺗﯾب، وﺑﯾن أﻋﻣدﺗﮭﺎ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﺗُﺑﮭر اﻟﻌﯾن ﺑزﺧﺎرف ذھﺑﯾﺔ وﻧﻘوش ﺗﺳرد ﺣﻛﺎﯾﺎ اﻟﻘدﯾﺳﯾن ﻛﺄﻧﮭﺎ ﺻدى ﺻﻠواتٍ ﺑﺎﻗﯾﺔ ﻣﻧذ ألف عام.
اﻟﻛوﻟوﺳﯾوم: اﻟﻣﺳرح اﻟروﻣﺎﻧﻰ اﻟﻔﻼﻓﻲ

ھو واﺣد ﻣن أﻋظم وﺷﮭر ﻣﻌﺎﻟم روﻣﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ، ﺑﻧﻲ اﻟﻛﻠوﺳﯾوم ﻣن ﺣواﻟﻰ أﻟﻔﯾن ﻋﺎم أﯾﺎم اﻻﻣﺑراطورﯾﮫ اﻟروﻣﺎﻧﯾﮫ، وﺑﺎﻟذات ﻓﻰ ﻋﮭد اﻹﻣﺑراطور ﻓﯾﺳﺑﺎﺳﯾﺎن واﺑﻧﮫ ﺗﯾﺗوس ﻣن اﻟﺣﺟﺎرة واﻟﺧرﺳﺎﻧﺔ، وﯾﺗﻣﯾز ﺑﺗﺻﻣﯾم ﻋﺑﻘرى ﻓﯾﮫ أﻧﻔﺎق وﺳرادﯾب ﺗﺣت اﻷرض ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﺗﺣرﯾك اﻟﻧﺎس واﻟﺣﯾواﻧﺎت ﺑﺳرﯾﺔ، وﻗد ﻛﺎن ﺑﯾﺗﺳﻊ ﻟﺣواﻟﻰ 05 – 08 أﻟف ﻣﺗﻔرج ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻰ اﻟﻌروض اﻟﻘﺗﺎﻟﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻣﺻﺎرﻋﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺻﺎرﻋﯾن (اﻟﺟﻼدﯾﺗورز)، وﺻﯾد اﻟﺣﯾواﻧﺎت اﻟﺑرﯾﺔ، و أﺣﯾﺎن ﻣﺳرﺣﯾﺎت ﺗﻣﺛّل أﺳﺎطﯾر روﻣﺎﻧﯾﺔ وﺑﺎﻟرﻏﻣﻣن ﺗدﻣر أﺟزاء ﻣﻧﮫ ﺑﺳﺑب اﻟزﻻزل واﻟﻧﮭب ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﺳﻧﯾن، ﻟﻛﻧﮭﻣﺎزال واﻗﻔﺎً ﺣﺗﻲ اﻵن ﺑﺷﻛﻠﮫ اﻟﻣﮭﯾب ﻛﺄﺣد اﺷﮭر ﻣﻌﺎﻟم روﻣﺎ.
متاﺣف اﻟﻔﺎﺗﯾﻛﺎن: أﻋﯾن ﺗﺗﻛﻠم ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻔن

ﺗُﻌد ﻣﺗﺎﺣف اﻟﻔﺎﺗﯾﻛﺎن ﻣﺗﺎھﺔً ﻣن اﻟﺟﻣﺎل اﻟﻣﻘدس، رﺣﻠﺔً داﺧل اﻟﻌﻘل واﻟروح واﻟﻔن. ﻛل ﻗﺎﻋﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﺗُﺷﺑﮫ أﻧﻔﺎﺳﺎً ﺣُﺑﺳت ﻋﺑر ﻗرون ﻟﺗُطﻠﻖ ﻓﻲ وﺟﮫ زاﺋر ﻣذھول. ﺑﯾن ﻟوﺣﺎت راﻓﺎﯾﯾل وﺳﻘف ﻛﻧﯾﺳﺔ اﻟﺳﯾﺳﺗﯾن اﻟﻣرﺳوم ﺑﺄﻧﺎﻣل ﻣﯾﻛﯾﻼﻧﺟﯾﻠو، ﺗﺷﻌر وﻛﺄﻧك ﺗﻣﺷﻲ داﺧل ﺣﻠمٍ ﻟرﺳﺎمٍ ﻋﺑﻘري، ﺣﯾث ﺗﻣﺗزج اﻷﻟوان ﻛﺄﻧﮭﺎ ﻧﻐﻣﺎت ﻣوﺳﯾﻘﻰ، وﺗﮭﻣس اﻟظﻼل ﺑﻘﺻصٍ ﻟم ﺗُروَ ﺑﻌد. ھﻧﺎ، ﯾﺗﺟﺳد اﻟﻔن ﻓﻲ أﻗﺻﻰ درﺟﺎﺗﮫ اﻟروﺣﯾﺔ، ﻓﯾﺗﺣول اﻟﺻﻣت إﻟﻰ ﻟﻐﺔ، واﻟﻧظر إﻟﻰ ﺻﻼة
نافورة ﺗرﯾﻔﻲ: رﻗﺻﺔ اﻟﻣﺎء ﻋﻠﻰ إﯾﻘﺎع اﻷﻣﻧﯾﺎت

ﻋﻧد ﻏروب اﻟﺷﻣس، ﺣﯾن ﺗﺑدأ روﻣﺎ ﻓﻲ ارﺗداء وﺷﺎﺣﮭﺎ اﻟﺑروﻧزي، ﺗﺗﻸﻷ ﻧﺎﻓورة ﺗرﯾﻔﻲ ﻛﺟوھرة ﺣﯾﺔ ﺗﻧﺑض وﺳط اﻟﺣﺟر. ﺻوت اﻟﻣﯾﺎه اﻟﻣﻧﺳﺎﺑﺔ ﯾُﺷﺑﮫ ھﻣﺳﺎت اﻟﻌﺷﺎق، وراﺋﺣﺔ اﻟرطوﺑﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ ﺑﻌطر اﻟﯾﺎﺳﻣﯾن ﺗﺧﻠﻖ ﻟﺣظﺔً ﻻ ﺗُﻧﺳﻰ. اﻟزوار ﯾﺗزاﺣﻣون ﻟرﻣﻲ ﻋﻣﻼﺗﮭم، وﻛل ﻣﻧﮭم ﯾُﺳﻘط ﻣﻌﮭﺎ أﻣﻧﯾﺔً ﺻﻐﯾرة، ﺣُﻠﻣﺎً ﺧﺟوﻻً، أﻣﻼً ﯾُﻠﻘﻰ ﺑﯾن ذراﻋﻲ اﻟﻣﺎء ﻛﺎﻋﺗرافٍ ﺻﺎﻣت. ھﻲ ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد ﻧﺎﻓورة؛ إﻧﮭﺎ ﻣﺳرح اﻷﺣﻼم اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ، ﺣﯾث ﺗﻠﺗﻘﻲ اﻟرﻏﺑﺎت ﺑﺎﻷﺳطورة.
الباﻧﺛﯾون: اﻟﻣﻌﺑد اﻟذي إﺑﺗﻠﻊ اﻟزﻣن وﻟم ﯾﺷﺑﻊ

أﻣﺎ ﻣﺑﻧﻰ ﺑﺎﻧﺛﯾون، ﻓﮭو ﻛﺄﻧﻣﺎ اﻗﺗُطﻊ ﻣن ﺻﻣت اﻟﻣﺟرة، ﻗﺑﺔٌ ﺗﻔﺗﺢ ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻣﺎء، وﺟدرانٌ ﺗﺷﺑﮫ ﺻدﻓﺔً اﺣﺗﻔظت ﺑﺄﺳرار اﻟﺑﺣﺎر اﻟﻘدﯾﻣﺔ. ﺣﯾن ﺗﺧطو إﻟﻰ داﺧﻠﮫ ﯾﻧﮭﻣر اﻟﺿوء ﻣن ﻓﺗﺣﺔ اﻟﻘﺑﺔ وﯾرﺳم داﺋرةً ﻣن ﻗداﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض، وﺑﺎﻧﺛﯾون ﺗﻌﻧﻰ (ﻣﻌﺑد ﻛل اﻵﻟﮭﺔ) ﺗﺄﺳس ﻋﺎم 27 ﻗﺑل اﻟﻣﯾﻼد. ﻣن ﻗﺑل ﻣﺎرﻛوس ﻓﯾﺑﺳﺎﻧﯾوس أﻏرﯾﺑﺎ، ﺻﮭر أوﻏﺳطس.ﺛم أﻋﺎد اﻹﻣﺑراطور ھﺎدرﯾﺎن ﺑﻧﺎؤهُ ﺑﯾن 120 و 124 ﺑﻌد اﻟﻣﯾﻼد. ﻻ ﻋﺟب أن ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﺷﮭر ﻣﻌﺎﻟم روﻣﺎ، ﻓﮭو ﻟﯾس ﻣﺟرد ﻣﺑﻧﻰ، ﺑل ﻧصٌ ﻣﻌﻣﺎري ﻛﺗﺑﮫ اﻟزﻣن ﺑﺎﻟﺣﺟر واﻟﺿوء.
بإختصار روﻣﺎ: اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻧﺗﮭﻲ
عند زيارة أشهر معالم روما السياحية المتنوعة مثل كاتدرائية القديس بطرس، الكولوسيوم الذي ما زال ينبض بأصداء المجد مروراً بـمتاحف الفاتيكان ونافورة تريفي التي تحمل الأمنيات ومبنى بانثيون جميعها معالم يتوافد إليها الزوار من كل بقاع العالم. بهذه السطور نصل إلى ختام حديثنا عن هذه المدينة الخالدة روما عاصمة إيطاليا الجذابة التي تعد واحدة من أكثر المدن جذبًا للسياح حول العالم.
